أعلن يوم 24 مايو  2016 في وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن تدشين مركز ” الوجدان الحضاري” لنشر ثقافة القيم في المجتمع وتعيين الباحث والمفكر القطري الدكتور جاسم سلطان مديرا له.
ويهدف المركز إلى بناء شراكات مع المنظمات المحلية لوضع استراتيجيات القيم لتكون المنظومة القيميّة شأنا مجتمعيّاً يهمّ جميع الهياكل التي تسعى إلى رخاء المجتمع القطري وتعزيز تقدّمه في مختلف المجالات.
وقال سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، خلال حفل التدشين الذي أقيم في مبنى الوزارة: “إن الوزارة تمتلك أدوات في غاية التأثير وحاضرة في المجتمع حضورا قويا، ومنها على سبيل المثال الرياضة التي يمكن أن تكون أحد أدوات المركز لتحقيق أهدافه بما فيها من روح رياضية وتسامح وإبداع ،وكذلك أنشطة إدارات الوزارة المختلفة التي تساعد المركز في التوجه القيمي للمجتمع”.
ويهتم المركز بدراسة القيم الاجتماعية الأصيلة، وتوصيلها للأجيال، وتوضيح المفاهيم التي تواجه الشباب والمجتمع، وبيان الوجه الصحيح لها، لتشكيل صمام أمان مفاهيمي قيمي في المجتمع يسهم في تعزيز الوضع الحضاري للمجتمع.
كما سيعمل المركز على زيادة الوعي بأهميّة القيم ونشرها وترسيخها لدى الناشئة وتطويرها لدى جميع الشّرائح الاجتماعيّة من خلال استغلال الوسائط التثقيفيّة والوسائل التقنية الحديثة ودعم مناهج التعليم بمحتويات تثري الرّصيد القيمي للأجيال بالتّنسيق مع الجهات المختصّة.
وجاء هذا التدشين كبادرة من وزارة الثقافة والرياضة في سياق توجّهها الجديد لتكون القيم صمام أمان المجتمع، كما أنه يأتي بفضل الاستلهام من توجّهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، باعتبارها الإطار التوجيهي الذي يسترشد به المركز الجديد في سبيل نقل المنظومة القيميّة الأصيلة للمجتمع القطري من جيل إلى جيل والعمل على تعزيز حضورها في سائر السّلوكيات اليوميّة لأنّها الحصن المنيع للمجتمع.
بدوره، قال الدكتور جاسم سلطان مدير المركز: “إن الاهتمام بالقيم والمفاهيم يعد من أهم القضايا التي تهم المجتمعات وهي المفاتيح الكبرى للانطلاق الحضاري للأمم”، مؤكدا على ضرورة الاعتماد على القيم الإسلامية وما توصلت إليه البشرية من قيم إيجابية ليتم تطبيقها في المجتمع.
وأضاف أن المجتمعات الغربية لم تعد قادرة على ملاحقة التطورات في الأفكار والمفاهيم، مشيرا إلى أن الوظيفة الأساسية للمركز هي العمل على تحرير المفاهيم وتصويبها وبناء منظومة قيمية مجتمعية نابعة من ثقافة المجتمع، تشكل بوصلة هادية للمدارس أو المساجد أو للأسرة والإنسان العادي وهذا الأمر يحتاج إلى بحث ونظر والمركز سيكون النواة الأساسية في هذه الرحلة، لأن كل ما نقدمه من مناهج دراسية وحتى في الثقافة والفنون يحتاج إلى بوصلة توضح القيم التي منها ننطلق في ظل الانفتاح العالمي.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية (قنا) حول المرتكزات التي يستند عليها المركز في إعداد بوصلته القيمية في المجتمع، قال الدكتور جاسم سلطان، هناك ثلاثة مرتكزات أساسية وهي ثقافة المجتمع الأساسية وقيمه وتاريخه، ثم الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية وما توصلت إليه، والثالث هو ما توصلت إليه البشرية من معطيات إيجابية.
وحول التنسيق مع الإدارات التي تتشابه في الاختصاص مع المركز والمراكز الأخرى، أكد وجود تنسيق وتضافر جهود مع وزارتي  الأوقاف والتعليم فهو عمل جماعي للمجتمع هذا ما نخطط له وكل هذه الجهات ستكون شريكا أساسيا في إنتاج القيم.
وفي رده على سؤال بشأن أن يكون من أهداف المركز مواجهة الأفكار السلبية الوافدة، قال الدكتور جاسم سلطان، إن “فكرة المواجهة صعبة جدا وعلينا أن نتبادل مع العالم القيم النافعة فمركز وجدان يهدف لتأكيد تآلف الحضارات وليس صدامها وإذا استطعنا أن نهضم أفضل ما في الحضارات العالمية ونقدم أفضل ما في حضارتنا للآخرين فنكون قد نجحنا في الوصول لأهدافنا”، مؤكدا أن دولة قطر قادرة على أن تعلب هذا الدور.