في المؤتمر الصحفي سألوا مدرب فريق ضعيف في كرة القدم ، هل ستفوزون في المباراة غداً؟ فأجاب: إذا لعب الفريق المنافس بدون حارس مرمى وسمح المدافعون لنا بتسجيل الأهداف فسنفوز بالطبع.

ماذا تفعل لو كنت فرداً أو مدرباً لفريق ضعيف لا يقوى على المنافسة؟

هناك من يقرر الانسحاب من المنافسات التي تكون فيها الفرق المنافسة قوية بحجة أن فريقه سيهزم على كل الأحوال، ولذلك يتجنب المواجهة من الأساس، وهناك من يقرر الدخول في المنافسة ويجتهد في التدريب حتى يقوي قدرات الفريق ويزيد نسبة احتمالية النجاح في مهمة الفوز بالمباريات الكبرى.

فالفريق الأول يشبه كثيراً منا ممن يقولون أن الحياة مليئة بالصعوبات والتحديات وإذا دخلنا مجال المنافسة فهناك العمالقة الذين يبتلعون كل من ينافسهم ولن يسمحوا لأحد بالنجاح، فلا يدخلون في معترك الحياة ويفضلون الانسحاب.

وهناك من يدرك وجود العقبات ولكنه يشمر عن ساعديه ويقول لنفسه أنا قادر على أن أدخل المنافسة وأتجاوز الصعوبات، وفي كل خطوة يتغلب فيها على جزء من تلك الصعوبات يكتسب قدرة أكبر على التقدم لتحقيق رؤيته والوصول لهدفه.

فالعقبات لا تزال من تلقاء نفسها، إنما أنت من يزيل هذه العقبات.

وهذه هي الخطوة الأولى، فإن العمل وفق رؤية محددة يصنع خطواتك نحو التغيير المأمول.

فإذا وضعت رؤية وأهدافاً واضحة تسعى لتحقيقها، وبدأت الخطوة الأولى من تحديد هدف واحد والسعي نحوه، وتوجيه كل طاقاتك وقدراتك إليه، فإنك سترفع من معنوياتك ويسهل عليك إنجاز المراحل الأولى من الهدف حسب إمكانياتك، وعندما تحقق نجاحاً بسيطاً سيدفعك ذلك للاستمرار لأن المثابرة على النجاحات الصغيرة تحقق لك النجاحات الكبيرة.

في الحديث النبوي: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فتصور أن من يملك تمرة لديه دور في المجتمع إن هو أراد ذلك، فوقتك ومالك وعلاقاتك ومهاراتك كلها تمرات تستطيع أن تسهم بها في رفعة مجتمعك، فمن موقعك يمكنك أن تقدم عملاً مؤثراً حتى لو كان في نظرك بسيطاً.

 يكمن الحل في إبعاد نفسك عن المشتتات والملهيات، والتركيز على هدف تسعى لتحقيقه، واتباع خطة تضعها لترتيب المهام والمراحل الزمنية.

إن التدرب لمواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات التي تواجهك هو ما يساعدك على المضي قدماً في تحقيق ما تصبو إليه بعد أن تضع في حساباتك الظروف التي قد تعيق تقدمك وكيفية مواجهتها، وبذلك لا تجعل خطتك متروكة للظروف توجهها كيف تشاء، وقد تفاجئك الحياة بتحدياتها، فلا تترك دفة القيادة لعوامل خارجية وترمي عليها بعد ذلك أسباب الفشل وتتخذها مبررات للانهزام.

فالواقع يقول لك: إن الحياة لا تخلو في وقت من الأوقات من صعوبات وعقبات، والمغفل وحده من يتوقع خلو الحياة يوماً من التحديات، وينتظر العالم حتى يفتح له الطريق للمشي فيه دون معوقات وعقبات، والمتقاعس من يتوقف عن العمل إلى أن تزال كل المعيقات لأن ذلك لن يحصل أبداً.

فالعمل وفق رؤية محددة يصنع التغيير المأمول، حيث أن العمل إن كان بلا رؤية فسيكون عبثاً ولا يثمر التغيير المنشود، والرؤية كذلك إذا كانت بلا خطة واضحة فستكون خيالاً لا ينعكس على الواقع بشيء.

وإذا عزمت فتوكل على الله، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

يوسف شلار